الأحد، 21 أبريل 2013

الحادثة !



"يا رب .. انا في مشكلة مش عارف أعمل فيها ايه .. يا رب .. محدش يعرف يحلها غيرك .. يا رب كن معي و أعدك يا رب اني سأعمل جاهدا لكي أغير الى الأفضل بإذنك"
لم أكن أتخيل و انا أناجي ربي أثناء الصلاة أن هذا الدعاء سيكون سبب تغيير حياتي بأكملها بهذا الشكل....

----


أتذكر جيدا ذلك اليوم ..
عندما ذهبت الى النوم .. و عند أستيقاظي وجدت شئ غريب...
وجدت نفسي في مكان أول مره أراه و تجلس بجواري والدتي و تظهر عليها علامات الحزن الشديد :(
سألتها: "هو احنا فين؟!!".
ردت: "في المستشفى".
بتعجب شديد سألتها: "هو في حد تعبان ولا ايه؟".
قالت لي: "انت عملت حادثة !".

بالطبع لم أصدقها و إعتقدت انها فقط تمزح معي فسألتها ضاحكا: "و دي عملتها امتى بقى ان شاء الله ؟!! =)) ".
ردت بجدية: "من شهر".
سألتها ضاحكا مرة أخرى: "من شهر بحااله ؟!! و ايه اللي حصلي بقى ؟!!  =)) ".
قالت لي: "انت فقت من أسبوعين يا محمد !".
لم أفهم مما فقت و لكنها قالتها بجدية كبيرة !
نظرت في التاريخ على الموبايل لأجد المفاجأة !!

أخر شئ أتذكره انني نمت في 22/4 .. النتيجة تقول اننا في 26/5 !!
خرجت لأتأكد من الموقف خارج الغرفة .. فعلا كانت مستشفى .. المرضى و الممرضات في الغرف المجاورة كانوا يكلمونني بالإسم و انا لا أعرف أي شخص منهم .. بأستثناء سارة !
أطمئن .. لن تتغير القصة لموضوع رومانسي .. كل ما تذكرته و أتذكره عنها الى الأن انها ممرضة مؤدبة و متدينة !

رجعت الى الغرفة .. كانت الساعة ال 1 ظهرا .. جلست لأفكر مع نفسي سريعا فيما يحدث ثم نظرت الى الساعة لأجد مفاجأة أخرى...

عندما أعدت النظر الى الساعة وجدتها و قد أصبحت ال 9 مساءا !
و لم أجد شخص أمامي .. بعد دقائق دخلت عمتي لأعرف منها انها كانت معي منذ 3 ساعات !

----



"انت من شهر فاتك امتحان في الكلية و خرجت برة البيت تتمشى لوحدك زي ما بتحب .. عملت حادثة .. جالك أرتجاج في المخ و قعدت أسبوعين مغمى عليك .. انت بقالك أسبوعين فايق يا محمد !". 
كان هذا رد والدتي عن حالتي التي لا أفهم عنها شئ !

كان كل شئ يحدث غير منطقي..
الوقت يمر بسرعة غير طبيعية.
أشخاص و مواقف أجد نفسي فيها و لا أعرف كيف بدأت.
لا أستطيع الأستيقاظ أكثر من ساعة متواصلة.
أي شئ بسيط يجعلني أنفعل بطريقة كبيرة جدا.
ردود غير منطقية تخرج مني ثم أسأل نفسي "ايه الهبل اللي انا قلته دة؟!!"
كان لا يوجد أثار اي إصابة على جسمي !

"انا عارف ان دة مش حقيقي و اني بحلم"
كان هذا هو التفسير الوحيد الذي أستطعت ان اصل له .. أسبوعين كاملين و انا أردد هذه الجملة لمن حولي .. حتى جذبني صديقي من كتفي و "قرصني" و قالي لي: "وجعتك .. صح ؟! في حلم بتحس فيه بالوجع ؟!!".

----

بدأت أفكر بعد هذا الموقف بشئ أكثر من المنطقية و أحلل ما يحدث و بدأت رحلة البحث.
أثناء بحثي في الانترنت و بعد قراءتي عن الأرتجاج وجدت ان هذه فعلا أعراضه.
فعلا من أعراضه ان يحدث خلل في تقدير الوقت و نسيان بعض المواقف .. و الإنفعال و العصبية الشديدة و النوم كثيرا !
بل و جدت اني في أصعب نوع من الإرتجاج الذي لن يأتي الا إذا كانت حالتي النفسية مدمرة !
كان عندما يسألني أحد عن سبب سوء حالتي النفسية أقول له "مش عارف .. أكيد بسبب الأمتحان اللي فاتني" .. لكن هذا لم يكن السبب الحقيقي بالطبع !.....

هل تنتظر مني ان أعترف لك بالسبب الحقيقي ؟
بسهولة يمكن أن أقول لك اني لا أتذكره.
لكني لن أكذب عليك .. فأنا أتذكره جيدا..



كنت أود إخبارك به لكني أسف يا صديقي..
لقد قبلت الهدية من ربنا و قررت بداية حياة جديدة بدون أشياء مزعجة في الماضي..
فقط حياة أركز فيها على المستقبل .. أركز فيها على أهدافي...
يمكنني فقط أن أخبرك انني لم أكن أسرق او أقتل او أتاجر في المخدرات حتى لا يذهب تفكيرك لبعيد.

لكني في أي حال من الأحوال قررت من حينها إغلاق الموضوع تماما و كأني نسيته بسبب الإصابة.

في الحقيقة ليس هذا هو الموقف الوحيد الذي تناسيته ..
لقد تناسيت كل شئ يجب أن أنساه في حياتي السابقة.

فمن منا لم يكن له حلم كبير و ضاع في زحمة الحياة ؟!
أكاد ان أجزم ان هدفي كان قد أقترب من الضياع و لكنه أُعيد لي من جديد.

في الوقت الحالي الحادثة فقط ماضي .. فأنا حاليا طبيعي و بصحة ممتازة الحمد لله.
و أستطعت الى حد كبير جدا التغلب على العصبية.

أشعر و كأني خرجت من تلك الحادثة بني أدم بفرصة لا تتاح لأي شخص .. فرصة بداية حياته من جديد كما يريد و نفض غبار الحياة.
خرجت منها إنسان يشعر بالمسئولية تجاه مجتمعه.
إنسان يقدر أصدقاءه و أهله جيدا بسبب وقوفهم الكبير جدااا معه (شكرا الى أفضل أصدقاء في الكون).
إنسان يقدر نعمة الله عليه.
إنسان قرر ان لا يكرر أخطاؤه و ان لا يجعل اي شئ يحدث في الحياة يبعده عن هدفة.
انسان عليه وعد لربه :)
يا رب .. كما أعطيتني الفرصة للبداية من جديد و رديت لي أهدافي و لا يستطع أحد غيرك إعطائي فرصة كهذه غيرك .. يا رب ساعدني في تنفيذ وعدي و هدفي...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق